في عصر التكنولوجيا الحديثة وظهور السوشيال ميديا، يشهد العالم تحولًا جذريًا في طريقة تفاعل الأفراد وتأثيرهم على المجتمع.
فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية تستخدم لتبادل الأفكار والمعلومات وإشاعة التغيير.
ومع ذلك، يثار سؤال هام: أين المثقفون في هذا السياق؟ هل يتفاعلون بفاعلية ويساهمون في التنوير أم يتراجع دورهم أمام آثار التدمير التي يحملها السوشيال ميديا؟
إن نادي القصة ينظم ندوة مميزة بعنوان “السوشيال ميديا: من التدمير إلى التنوير، أين المثقفون؟” بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، وذلك في مركز طلعت حرب بالسيدة نفيسة يوم الخميس المقبل في تمام الساعة الخامسة مساءً.
ستناقش الندوة الأبعاد المتعددة للتطور الهائل الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على العقل الجمعي، بالإضافة إلى التحديات الخطيرة التي تطرحها التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
تشير الإحصائيات إلى أن 86% من مستخدمي السوشيال ميديا يقعون ضحية للأخبار المضللة والشائعات التي تنشر عبر هذه الوسائل، وأن المصريين يعتبرون من الجماعات الأكثر تأثرًا بتلك الشائعات بين 25 دولة تمت دراستها.
وهذا يطرح تحديًا كبيرًا أمام المثقفين للعمل على استخدام السوشيال ميديا بشكل فعال في مواجهة الظواهر الاجتماعية المدمرة، مثل الجهل والدجل والشعوذة والفساد، وتسطيح الخطاب الديني والثقافة الذكورية، وغيرها من التحديات التي تعاني منها المجتمعات في الوقت الحالي.
فكيف يمكن للمثقفين أن يعملوا على إعادة بناء العقل الجمعي على أسس من التفكير العلمي والاستنارة؟
ومن المقرر أن يشارك في الندوة مجموعة من الشخصيات المرموقة، بما في ذلك محمود متولي، أمين عام الصالون البحري، والسيد نجم، وسيد الوكيل.
سيتم تسيير الندوة من قبل الإعلامي سيد زهيري، وبحضور د. غادة المسلمي رئيسة مركز طلعت حرب الثقافي، والكاتب محمد السيد عيد رئيس نادي القصة، ومحمد عبد الحافظ ناصف وكيل وزارة الثقافة سكرتير عام النادي، والكاتب حسن الجوخ نائب رئيس النادي، بالإضافة إلى أعضاء مجلس إدارة النادي وعدد من المثقفين المهمين.
تعد السوشيال ميديا من أكثر الوسائل التواصلية تأثيرًا في العصر الحديث، فهي تجمع بين فوائد التواصل وانتشار المعلومات والتوعية، ولكنها أيضًا تواجه تحديات جديدة تستدعي دورًا فعالًا من المثقفين في توجيه العقل الجمعي وتحقيق التنوير.
إن ندوة “السوشيال ميديا: من التدمير إلى التنوير، أين المثقفون؟” تهدف إلى استعراض هذه التحديات ومناقشة الدور المتعاظم للمثقفين في توجيه السوشيال ميديا نحو التثقيف والتنوير الاجتماعي.
ستكون هذه الندوة فرصة قيمة للحوار وتبادل الأفكار بين المثقفين والمشاركين، وستسلط الضوء على أهمية تفعيل دور المثقف في استخدام السوشيال ميديا بشكل إيجابي وبناء عقل جمعي متعلم وواع.
إنها فرصة لاستكشاف سبل تطوير وتحسين التفاعل الثقافي والاجتماعي عبر هذه الوسائل الحديثة.