“والد أحفادى تخلى عن ابنه بعد وفاة أمه وقال عليه “نحس” وحرمنى من شقيقتيه طمعا فى ميراثهما” بهذة الكلمات بدأت “م.ا” ذات الخمسين عام روايتها من داخل إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى أثناء انتظارها لبدء جلسة قضية ضم أحفادها لحضانتها، وبصوت منكسر تابعت الجدة الخمسينية قص معاناتها قائلة:”بعد وفاة ابنتى وهى لاتزال فى الثلاثين من عمرها أثناء ولادتهل لطفلها الثالث، توليت تربية ورعاية أبنائها بعد موافقة والدهم على بقائهم معى على أن يراهم وقتما يشاء، ويصطحبهم للمبيت معه يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع، وتم الأمر بشكل ودى بعيدا عن ساحات وأروقة المحاكم،ولم يتم توثيق بنود هذا الإتفاق، فقد كنت حريصة أن تظل العلاقة مع والد أحفادى جيدة وقائمة على الثقة من أجل مصلحة الصغار، وحفاظا على نفسيتهم، فيكفى أنهم فقدوا أمهم فى تلك السن المبكرة وذاقوا مرارة اليتم”.
تحتضن الجدة العجوز حفيدها وهى تواصل روايتها:”تزوج والد أحفادى بأخرى ومع ذلك لم أفكر أن أمنعه من أن يصطحب الصغار للمبيت معه، فمن حقه أن يستكمل حياته،ومن الظلم أن أطالبه أن يعيش على ذكرى زوجته التى ضحت بكل شىء من أجله، وسخرت حياتها لراحته وخدمته، ورفضت أن تعين كمعيدة بإحدى الكليات إرضاءا له، ومنذ مايقرب من عام ونصف تصاعدت وتيرة الخلافات بيننا بسبب رغبته فى وضع يده على المبلغ المالى المودع باسم الصغار فى أحد البنوك، والذى ورثوه عن والدتهم، وعندما يأس من الوصول إلى مراده قرر أن يحرمنى من البنتين، وترك لى الولد لأنه كان يعتبره هو وأهله “نحس”وكانوا يتشائمون من وجوده بينهم منذ ولادته، ولايستحون من إعلان ذلك “.
تغالب الدموع عيون الجدة العجوز وهى تسرد ماتبقى من تفاصيل روايتها:”وليبدو الأمر طبيعيا انتظر والد أحفادى اليوم المتفق عليه لاصطحاب البنتين للمبيت معه، وذهب إلى مدرستهما ورافقهما أمام الجميع لكنه لم يعيدهما كعادته، واكتشفت بعدها أنه قام بسحب ملفاتهما من المدرسة باعتباره هو الولى الطبيعى، وحاولنا كثيرا أن نتواصل معه وننهى الأمر بشكل ودى لكن دون جدوى، ومنذ ذلك الوقت لم أرى الصغيريتن أو اسمع صوتهما، ألم يكفيه أننى حرمت من ابنتى وهى لاتزال فى ريعان شبابها أيريد أن يحرمنى من حفيدتى أيضا، وبعدما باءت كل المحاولات بالفشل لجأت إلى محكمة الأسرة بزنانيرى، وأقمت دعوى ضم حضانة للصغار”