داخل أروقة المحكمة جلست الزوجة المكلومة”ن.م” تضع وجهها بين يديها تنتابها حالة من الحزن والحسرة وكأنها فقدت عزيز عليها.. الهدوء يخيم على القاعة لا يقطعه سوى صوت الحاجب ينادي عليها لنظر قضيتها.. انتفضت مقيمة الدعوى في ذهول بمجرد سماع اسمها وكأنها في كابوس لا تصدق نفسها أنها ستقف في يوم من الأيام لتطلب خلع زوجها ومحبوبها.
تملكت أعصابها وأجابت “نعم موجودة” وسردت مأساتها وعيناها تملأها الخجل وقالت”سيدي القاضي لقد جئت إليكم اليوم لكي أخلع زوجي الأناني الناكر للجميل لأنه أصابني بضرر نفسي شديد في حياتي بسب معايرته المستمرة لي لزيادة وزني.. ودائمًا يصفني بأنني أصبح لا أصلح زوجة تلبي رغباته.
صمت الجميع ينصتون لحديث الزوجة وقالت” لم أتخيل أنه بعد مرور أكثر من 8 أعوام على زواجنا ..وإنجابي منه 3 أبناء ..تحملت معه خلال تلك المدة مرارة الأيام، حيث إنه كان من محدودي الدخل فكنت أساعده على توفير نفقات الحياة.. إلى جانب قيامي بأعمال المنزل وتربية الأبناء..فبعد كل ذلك كافئني زوجي بمعايرته لي أنني لست ممشوقة القوام وأصبحت تخينة، ولا أصلح زوجة مطابقة لرغباته الدنيئة..وبات دائمًا يوجه إليّ التوبيخ المسموم مما أساء لحالتي النفسية والصحية .
حافظة أوراق لكي يسلمها لهيئة المحكمة، وتابعت والدموع تسيل من عينيها “سيدي القاضي هذه الحافظة تحوي علي تقارير طبية تشير إلى أن زيادة وزني ليست باستطاعتي للأسباب مرضية لا دخل لي فيها حيث إنني أعاني من آلام بالظهر والمفاصل أتناول على أثرها حقن كرتيزون تسببت في زيادة وزني وأصابتني بالسمنة..
فبدلاً ما أن يقف زوجي بجانبي لحين أن أتعالج.. ويعطف علي بكلمات تحسن من نفسيتي راح يعايرني ويلسعني بكلمته الصاعقة “انتي بقيتي كلبوظة وتخينة “، في البداية كنت أظن أنه يمزح ولكن معايرته لي كانت في استمرار .
وبعد معاناة طويلة تحملتها ..وصلت معه لطريق مسدود يعود إلى البيت في وقت متأخر يشتم ويسب وكأنني جارية..وبعدما وجدت أن البقاء معه مستحيل طلبت منه الطلاق والانفصال ولكنه رفض حتي لا ألزمه بدفع نفقة وغيرها من مستحقاتي.
تصرخ المكلومة: جمعت ما تبقى من كرامتي المبعثرة مع بعض ملابسي وملابس أطفالي، وعدت إلي بيت أهلي أجر أذيال القهر وخيبة الأمل التي أصابتني ، ولجأت إلى المحكمة لكي تخلصني من هذا الزوج الأناني الذي لا يهمه شيء في حياته غير إرضاء نزواته وشهواته الدنيئة ..فماذا أنتظر من شخص مفهوم الحب والعشرة والاستقرار عنده حب الجسد الممشوق .