ذات يوم كنت أقرأ خبرًا في إحدى المواقع الإلكترونية الشهيرة عن اقتحام البدو لأحد أشهر و أجمل القرى السياحية في شرم الشيخ ، و كتبت جملة في نهاية الخبر استفذت كثيرين عن أن ((الجيش يواصل مفاوضاته مع البدو للوصول لحل للمشكة ))مما دعاهم للسخرية من رد فعل الجيش أو الشرطة تجاه الموقف قائلين هي الشرطة على آخر الزمن هتتفاوض مع البلطجية ، والحقيقة أن تللك الجملة حتى و إن لم تكتب على كل خبر من نوعية قطع البدو لطريق أو هجومهم على مكان لاقتناعهم أن ذلك المكان لهم ملكية فيه فهي موجودة بالفعل ، فمنذ أن وصلت هنا و أنا أسمع عن عشرات الجرائم التي ارتكبها البدو ضد المصريين العاملين هنا من إهانة لتعذيب لقتل لاختطاف ابنة مرشح انتخابي لإجباره على التنازل لآخر يريدونه و بالفعل تنازل لفرضهم إتاوات على كل أصحاب القرى و المحلات الكبرى فالأرض أرضهم و ما نحن إلا ضيوف أو مستأجرين و ماهم بمصريين و إنما هم بدو ، تلك هي قناعة السواد الأعظم من البدو هنا إلا من رحم ربي ، و هذا كان نتيجة طبيعية لإهمالهم لسنوات و إهمال طاقتهم و متطلباتهم ، فكونوا نظرة عدائية ضد المصريين بصفة عامة من جهة و لم يجدوا طريقة أخرى لكسب عيشهم غير تلك الطريقة ، و للعلم قوات الجيش أو الشرطة ليست لهم أي سيطرة عليهم و لا يستطيعون الاقتراب منهم ، وإن فرضنا جدلا أنهم قاموا باحتجاز أحدهم سيتم إخراجه فورا لو أراد البدو ذلك فليس هناك أسهل من قطع الطريق الدولي الذي يربط سيناء بباقي محافظات مصر ،الحل الوحيد الذي آراه هو تهجير جماعات كبيرة من المصريين لسيناء بالطبع مع توفير فرص العمل و الخدمات للمصريين و البدو بالتساوي ، من جهة لإشعار البدو مرة أخرى بالمواطنة ، و من جهة أخرى لاجتذاب المصريين للأقامة الدائمة هنا و القضاء على الانفجار السكاني الكارثي بالقاهرة و لتأمين حدود مصر و مصرية الأرض ………السؤال الآن هل سأرى سيناء يتمتع بها المصريون يوما أم سنتركها فريسة للاحتلال مرة أخرى لنحررها بدمائنا ثم نهجرها من أجل أن نحتفل بتحريرها و نمتع نظرنا بمشاهدتها على الشاشات فقط؟ ،فسيناء تضيع منا يا سادة .